Tahrir
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فهمى هويدى.. و«التدليس الإجرامى»

اذهب الى الأسفل

فهمى هويدى.. و«التدليس الإجرامى» Empty فهمى هويدى.. و«التدليس الإجرامى»

مُساهمة  Admin السبت ديسمبر 28, 2013 9:19 am

فهمى هويدى.. و«التدليس الإجرامى»

محمد البرغوثي

الجمعة 20-12-2013


من نكد الدنيا على أمثالنا أننا نفعل أشياء كثيرة لا نحبها بل ونتقزز منها أحياناً، ومن بين هذه الأشياء بالنسبة لى: قراءة مقالات الأستاذ فهمى هويدى فى جريدة «الشروق». والحقيقة أننى حاولت كثيراً تفادى هذا «التقزز اليومى» وتجاهل كل ما يصدر عن هذا «الكاتب الكبير» بعد أن تأكد لى، عبر عشرات المقالات، أنه ليس «كبيراً» إلا فى نوع من الكتابة ينطوى على براعة فائقة فى الغدر والكذب والتدليس، ورغم ذلك كله لم أفلح أبداً فى استبعاد هذا «الكاتب» استبعاداً كاملاً من أجندة «النكد» المهنى الذى نلزم به أنفسنا.

وصباح الخميس الماضى، فاجأ الأستاذ فهمى هويدى قراء مقالاته بطلقة غادرة فاقت كل فظائع الكذب الممنهج الذى كان سبباً جوهرياً فى كراهية الشعب المصرى للإخوان؛ فقد تعمد الأستاذ هويدى معالجة حادث ذبح سائق المنصورة على أيدى أعضاء «الإخوان» وإشعال النار فى سيارته الأجرة، بطريقة شديدة اللؤم تنطلق أولاً من أن السائق الذبيح تعمد دهس «سيدة» كانت تشارك فى مسيرة الإخوان، واستند «الكاتب الكبير» إلى شريط مصور بوسع أى أحد أن يشاهده على اليوتيوب، سجل وجود التاكسى بين المتظاهرين وقام هؤلاء برفع التاكسى وإخراج سيدة كانت موجودة تحته، ولا يكتفى الأستاذ بالاستناد لهذه «الكذبة» الإخوانية وإنما يضيف إليها أنه اتصل بنفسه بعدد من أساتذة جامعة المنصورة الذين شاركوا فى هذه المسيرة، فأكدوا له صدق هذه الرواية.

ثم يمضى «هويدى» بالحكاية ليضعها كلها فى سياق آخر تماماً.. بعيداً عن السياسة، وبعيداً عن الإخوان، وهو سياق لا يستطيع أن يختلقه فى واقعة كهذه إلا «إخوانى عتيد» تمرَّس خلال عقود عديدة من عمره على ارتكاب هذه الجرائم دون أن يطرف له جفن.. واقرأ بنفسك ما كتبه «هويدى» فى تحليله للحادث: «إن الأمر كله لم يكن له طابع سياسى ولكنه تهور وانفعال من جانب السائق المشكوك فى هويته، قوبل بتهور وانفعال من جانب المتظاهرين، وهو ما يذكرنا بحالات أخرى تكررت فى بر مصر، لجأ فيها المواطنون إلى سحل وصلب نفر من الجناة والبلطجية».

«هويدى» إذن -بكل غدر وتدليس- يصف ما حدث بأنه شجار متهور بين «سائق مشكوك فى هويته» ومواطنين متظاهرين.. وليس بين «مواطن مصرى» ومسيرة لا تضم إلا أعضاء «الإخوان» ونساءهم المسلحات بالخناجر والسكاكين والسواطير، ثم ينتقل من هذا الغدر إلى غدر أفظع عندما يضع ما حدث ضمن مشاهد وحوادث عقاب المواطنين لنفر من المجرمين والبلطجية بالسحل والصلب.

لقد حكم هويدى على السائق المذبوح من الوريد إلى الوريد بأنه مجرم وبلطجى تعرض للعقاب على أيدى مجموعة من المواطنين.. ثم استند إلى هذا الحكم المجرد من الشرف ليصدر حكماً آخر بحق الصحف التى عرضت الحادث دون أن تتوقف بنفس القدر عند دهس السائق للسيدة التى رفعوها من تحت التاكسى.

إننى أتفهم إلى حد كبير أن يلجأ شاب إخوانى من المنصورة إلى فتوى لأبى حنيفة يذهب فيها إلى وجوب دفع «الصائل» حتى لو كان مسلماً معصوم الدم، وأتفهم أن يضع الإخوان أى «مصرى» فى خانة «الصائل» الذى يجب دفعه بالقتل طالما أنه «وثَب» على حكمهم أو «تطاول» على رئيسهم أو مرشدهم، أو صادر أموالهم أو تعرض لمسيراتهم التخريبية، نعم أتفهم ذلك بوصفه وضوحاً فى الإجرام وكشفاً صريحاً لضراوة وخطورة هذا التنظيم الإرهابى المتاجر بالدين.

ولكنى لا أتفهم أبداً إعادة إنتاج هذه البشاعة التى رأيناها، بوصفها مشاجرة بين «سائق بلطجى مشكوك فى هويته ومجموعة مواطنين اهتزت لديهم الثقة فى العدالة»، وأجزم أن من يمتلك هذه القدرة على تدليس إجرامى كهذا هو شخص اعتاد التجرد من كل إنسانيته ومن شرفه المهنى ومن ضميره لقاء أجر معلوم.



+++++++++++++++++++++

المصدر : الوطن

http://www.elwatannews.com/news/details/376489
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 27/11/2012

https://tahrir.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى