ارحل - حركـة مصـر المدنيـة

ارحل
Posted on December 7, 2012

عبد الجواد سيد عبد الجواد

مرسى ، لم يصدمنا خطابك ، نعرف من البداية أنك لست رجل دولة ، ولا حتى يمكن أن تكون مصريا مثلنا بل أنك إخوانيا وإخوانيا فقط ، لكن كلماتك القصيرة الخبيثة أحزنتنا ، حزنا من أجلك بل أشفقنا عليك لإنك أضعت اليوم فرصة منحها لك التاريخ لكى تنال شرف أن تكون رئيسا حقيقيا لكل المصريين وليس مجرد دمية فى يد عصابة الإخوان فاختزلت بقصر نظرك ونظرهم غضب شعبنا الثائر من أجل الحرية فى نظرية المؤامرة التى يقودها أعوان النظام السابق وتوعدتهم بل وتوعدتنا جميعا فى الواقع – ولو بشكل مبطن – بالويل الثبور وعظائم الأمور، وبدلا من أن تنتهز الفرصة لكى تكون رئيسا حقيقيا لنا أعلنت علينا الحرب. هل تعرف ماذا كان يجب أن تقول لتصبح رئيسا حقيقيا لنا ، كان يجب أن تقول الآتى ( شعبى العظيم إذا كان وجودى على رأس السلطة سوف يكلف حياة إبن واحد منكم فقط فأنا على استعداد للتخلى عن هذه السلطة فورا وسوف أدعوا كل القوى الوطنية للحوار فى الثامن من هذا الشهر حتى نصل إلى حل توافقى للأزمة التى أثارها إعلاني الدستورى الأخير ، فإذا لم نصل إلى حل فسوف أعلن تنازلى عن السلطة فورا وأتركها لكم تختارون من بعدى من تشاءون حقنا لدمائكم التى هى عندى أغلى من كل سلطة . عاشت مصر وعاش شعبها العظيم حرا أبيا إلى الأبد).

ولكنك كالعادة أخطأت القراءة وتجاهلت غضب شعبك وثورته على قراراتك وقرارات جماعتك الإرهابية، واستخفيت به وبقدرته على الفهم وعلى الإصرار والتحدى من أجل الحرية التى لم يعد يقبل أن يعيش بدونها، وتصورت أنك يمكن أن تخدعه بمجرد صلواتك الكثيرة وكلماتك المعسولة فوجهت خطابك على النحو الغبى التالى( أيها الشعب المصرى العظيم ، لقد قامت حفنة قليلة من الأشرار أعوان النظام السابق وبإستخدام المال الفاسد بالإنقضاض على الشرعية ومحاولة إسقاط الدولة وإشاعة الفوضى فى البلاد وسوف أتصدى لها بكل قوة وحزم وأنكل بكل من يعارضنى وفى نفس الوقت سوف أدعو كل القوى الوطنية للحوار فى اليوم الثامن من هذا الشهر حول إعلانى الدستورى الأخير لكنى وفى كل الأحوال لن أتنازل عن هذا الإعلان وسوف يجرى الإستفساء على الدستور فى موعده المحدد فى اليوم الخامس عشر من هذا الشهر شئتم أم أبيتم ، عاشت مصر حرة وأنا وجماعتى أسياداً لها مدى الحياة)

وهكذا أعلنت علينا الحرب وهكذا قبلنا التحدى، وإنا لمنتصرون ، منتصرون ليس من باب الأمل وحده ولكن من باب اليقين أيضا وذلك لإننا نفهم حكمة التاريخ فالحاكم الذى يقتل شعبه خاسر، والحاكم الذى يقتله شعبه هو بالطبع خاسر ، إذن فأنت خاسر فى كلا الحالتين؟

كلمة أخيرة أقولها لقادة جبهة إنقاذنا الوطنى، لاتقبلوا بأى حوار ولا بأى حلول وسط ، لم يعد أمامنا سوى أن نخوض المعركة حتى يرحل الطاغية وأعوانه ونمحيهم إلى الأبد من حاضرنا ومستقبلنا – بل وربما من ذاكرة تاريخنا كله - فلم يكونوا سوى كابوس سينقشع حتما مع نور الصباح ، نور الحرية ، خوضوا بنا المعركة حتى النهاية ونحن ورائكم وإنا لمنتصرون. واسمحوا لى أن أوجه كلمة خاصة إلى دكتور برادعى ، منسق جبهتكم العظيمة (دكتور برادعى، التاريخ لا يمنح الرجل العظيم سوى فرصة واحدة فقط ولكنه منحك أنت أكثر من فرصة فلا تضيعها هذه المرة ، كن قاطعا حاسما لكى تقود شعبك إلى الحرية ، فلا توافق ولا حوار مع هؤلاء مرة أخرى، ثق بشعبك وخض به أنت وزملائك الأبطال معركة الحرية حتى النصر أو الشهادة، ولا أشك أبدا أنك تعلم أن كفن شهيد الحرية هو الوسام الحقيقى الذى يمكن أن يناله الإنسان فى هذه الحياة.

الإسكندرية 6/12/2012م

___________
المصدر :
حركـة مصـر المدنيـة

http://civicegypt.org/?p=32150