Tahrir
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-

اذهب الى الأسفل

متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome- Empty متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-

مُساهمة  Admin الثلاثاء أغسطس 06, 2013 5:47 pm

متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-

رياض حسن محرم

___________

المتلازمة هى مصطلح طبى ويعنى مجموعة من الأعراض المرضية والعلامات المتزامنة التى تصيب المريض معا ومن أشهرها فى السنوات الماضية ما يعرف بمتلازمة الإيدز، وفى السياسة ظهر مصطلح "متلازمة إستوكهولم" وتعنى إعجاب الضحية بالجانى والعمل على تقليده وفى المفهوم الشعبى فإن المثل "القط يحب خنّاقه" هو الأقرب لهذا التوصيف، وتعرف متلازمة ستوكهولم بظاهرة "التوحد مع الجلاد" وتنسب الى حادث هجوم على أحد البنوك فى عاصمة السويد عام 1973 وإحتجز 4 رهناء لمدة 6 أيام وأثنائها حدث تعاطف بين الخاطفين والمخطوفين لدرجة أنهم شاركوا خاطفيهم فى صد هجوم الشرطة لتحريرهم وتبرعوا لصالح توكيل محامين للدفاع عنهم، وشوهدت سيدة من الرهائن من خلال شريط مصورتودع أحد اللصوص بحميمية كبيرة، وقد ظهرت الى العلن متلازمة اكثر تعقيدا هى متلازمة الإخوان المسلمين
فيما يتعلق بتنظيم الإخوان فإن القضية تبدو أكثر تعقيدا لتداخل العنصر الدينى مع السياسى فى الموضوع، وبقاء القرار الحقيقى بيد الجانب الدينى الممثل فى القيادة الفعلية للجماعة من مرشد عام ومكتب إرشاد ومجلس شورى وغيره من التراتبيات وإضفاء هالة من القداسة عليهم، والتسليم بأن حزب الحرية والعدالة هو مجرد ديكور خارجى وليس ذراعا حقيقيا ولا حتى إصبع، وقد ظهر ذلك جليا بعد أحداث 30 يونيو من الإختفاء شبه الكامل للحزب على حساب الظهور القوى للجماعة والمواجهة المستمرة بينها وكافة قوى وفئات الشعب المصرى، ويعد ذلك الوضع هو عود طبيعى الى الأصل وإمتدادا لعملية طويلة من البناء والعمل السرى للتنظيم والحفاظ على شكل مؤسسى تاريخى عبّر عنه المرشد الحالى بالقول أن منصبه أسمى وأرفع كثيرا من منصب رئيس الجمهورية، وهو فى الحقيقة وضع يشبه صلاحيات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية فى الواقع الإيرانى، و حافظ العمل السرى الطويل على نوع غامض من العلاقات الداخلية أشبه بما يحدث فى المنظمات المافوية المغلقة إبتداءا من حركة الحشاشين الإسماعيلية والتنظيمات الماسونية وذلك فى ظل طقوس معقدة من البيعة والسمع المطلق والطاعة العمياء مضفية هالة من الغموض والقداسة، ساعدت على تماسك التنظيم وإستمراريته.
المشكلة الكبرى فى تلك المتلازمة الإخوانية نشأت وترعرعت فى ظروف العمل السرى وإستمرأت ذلك النوع من السرية حتى بعد التغير الكبير الذى حدث بثورة 25 يناير والنقلة النوعية التى أعطت للجماعة حق الوجود العلنى والسماح لها بتشكيل حزب سياسى، ولكن قيادات الاخوان ظلّوا مصرّين على الإحتفاظ بأساليب التنظيم السرى فى التجنيد والتصعيد والإلتزام المطلق دون مناقشة أو جدال وهو الشكل الذى تعودوا عليه والذى يساعد فى الحفاظ على تماسك التنظيم وسهولة التحكم فى أعضائه.


أعراض تلك المتلازمة على ذلك التنظيم تتلخص فيما يلى:


1- الاخوان كتنظيم وأفراد لا يملكون بحكم التربيه موهبه الخيال والابتكار والتفكير، فهم رجل واحد وصوت واحد يؤمنون بالسمع والطاعه، جماعه ليس بها معارضه و تلفظ مخالفيها فهم منتجات سابقه التجهيز ومعده سلفا لأهداف محدده ولا يسمح لأفرادها بالتفكير المستقل وبناء الشخصية المعتمد على الذات، بل يتم تربية هؤلاء الاعضاء فى حضانات مثل الكتاكيت لا يملكون من أمرهم شيئا، وإسمحولى هنا باقتباس طويل نسبيا ذكره الدكتور البيطرى ومرشد الجماعة الحالى محمد بديع واصفا تربية هؤلاء الأعضاء، يقول الرجل ( أرجو المعذرة إذا غلبت عليَّ مهنتي في ضرب المثل التالي: في تربية دجاج التسمين ودجاج البيض.. لكل منهما أسلوب تربية ونظام رعاية من اختيار الكتكوت بمواصفات خاصة وتغذية خاصة لكل نوع، وبرامج تحصين، وعلاج وبرامج تهوية وتدفئة، وفحص ومتابعة.. كل هذا من أجل قطعة لحم دجاج أو بيضة (أي اختلاف هدف التربية)، والعجيب أن المربين لكل صنف يحترمون هذه القواعد ولا يخالفونها، ويلتزمون بها؛ حرصًا على المنتج وطمعًا في الربح والاعجب أن من يربي دجاجًا لكي يحصل على بيض لا يستعجل الثمرةَ ولا يتململ من الانتظار لمدة ستة أشهر على الأقل؛ حتى تبدأ بشائر البيض تترى، أما دجاج التسمين فبعد شهر ونصف فقط؛ لأن هناك فرقًا بين الهدفين وبالتالي بين التربيتين !!ولقد تنبَّهت جماعة (الإخوان المسلمون)- بفضل الله وتوفيقِه لمؤسسها ومرشدها الأول الأستاذ"حسن البنا" رحمه الله- إلى أهمية هذا الأمر وخطورته من البداية، فجعل التربية هي محور نشاطات الجماعة ومؤسساتها، وهي مسئولية الجميع عن الجميع، ليس فقط عن أبناء جماعته، ولكن عن أبناء وطنه جميعًا وأمته "فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم").


2- تبرير جميع الأخطاء والدفاع المطلق أن هناك حكمة من ورائها، فالجماعة على عمرها الطويل والذى يقترب من القرن لم تعترف بأى خطأ حدث منها بخلاف الكثير من جماعات الإسلام السياسى كالجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد بالنقد الذاتى العلنى فيما يسمى بالمراجعات، بل إنهم يعتبرون أى خطأ حدث "إن كان هناك خطأ" هو نتيجة ممارسات وأخطاء فردية، وكان العمل السرى يساعد فى عدم كشف هذه الأخطاء والمسئول عنها وإلقاء الخطأ دائما سببه الغير الحاقد والمتآمر، فالجميع متآمرون عليهم منذ العهد الملكى وحتى الآن، الملك والإنجليز والوفد وعبد الناصر والسادات ومبارك والداخلية والإعلام والعلمانيون واليسار والجميع وهم وحدهم المضهدون.


3- البرجماتية "النفعية" فى سلوكياتهم وتحالفاتهم والتى تصل الى حد "الميكافيلية" إتساقا مع المثل الشائع "اللى تغلب به إلعب به" وتبرير كل التصرفات والممارسات، فما يصب في صالح الجماعة صراحة أو ضمنا هو فعل من أفعال البر ، حتى إن أبشع الأفعال المجرمة ، قانونيا ودينيا ، يمكن أن تصنف في خانة الفعل الإيجابي وفقا لنتائجها، ويأتى ذلك تحت إطار أنهم وحدهم الطائفة الرباّنية المعصومة من الخطأ وأنهم من يمثل صحيح الدين وكل فعل أو تصرف لهم هو فى طاعة الله وإبتغاء مرضاته فلا بأس أن يتضرر البعض أو أن يقتل البعض طالما أن الهدف الأسمى هو نصرة الإسلام وإقامة دولة الخلافة، إنهم وحدهم "كما يعتقد غيرهم من الإسلاميين" الفرقة الناجية.


4- الإستعلاء الشديد وإعتبارهم لإنفسهم أنهم كائنات نورانية تمشى على قدمين وما عداهم نجس ورجس مضطرون للتعامل معهم لتحقيق غاياتهم الكبرى، الأمثلة كثيرة لا تحصر منها ما قاله المرشد السابق مهدى عاكف " أقول لأي أحد في مصر خائف من الإخوان أو لا يريدهم أن يترك البلد ويغادر ولا يبقى فيها"، وليس بعيدا ما وصفه بهم صبحى صالح، إنهم لا يتورعون أن يتحالفوا مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافهم فى السلطة والحكم وتاريخهم ممتلإ بهذه التحالفات المشبوهة إبتداءا من علاقتهم فى بداية نشأتهم مع الإنجليز ومرورا بتحالفات غير مقدسة مع الملك والأقليات وغيرهم، إنهم يتعاملون مع المخالفين بصفتهم أغيار وهم شعب الله المختار.


5- التلون فى التعامل الى حد "التقية"وتعبيرهم الأشهر"أنا مش إخوان"وإختلاف طريقة التعامل بين زمن الإستضعاف والمحن وزمن السلطة والحكم متأسين فى ذلك بالمسلمون الأول فى عهد الرسول بين المهادنة فى مكة والجهر بالعداء والقوة فى المدينة، ومحاولتهم الظهور فى المجتمع على الشكل المألوف من الجماهير، فيمكن تربية اللحية المهذبة القصيرة وإعفاء الشارب ( كما يفعل المرشد والبنا وقطب وغيرهم)، ولا مانع من إرتداء الملابس الحديثة كالبدلة وربطة العنق، ولاغضاضة من الإستماع لبعض الغناء وتذوق الموسيقى والظهور بمظهر الناجح وظيفيا ومهنيا، وذلك تمييزا لهم عن باقى الفرق الإسلامية كالسلفيين ذوى الذقون الطويلة الشعثاء والجلباب القصير وتحريمهم للموسيقى والغناء.


6- إدعاء المظلومية والإستشهاد وأنهم مقهورين مقموعين دائما، يتظاهرون دائما بأن جميع العهود وكل القوى تقف ضدهم ولا يكفون عن الحديث عن سنوات السجن والتعذيب وأهوال السجن الحربى وزبانية التعذيب، لكنهم فى الواقع يتصرفون بخبث ودهاء ويتسللون من بين الأصابع كالثعبان حتى يتمكنوا من ضخ سمومهم، يذكرنى ذلك بالنجيل الذى يتمسك بالتربة فى الريف المصرى ولا يمكن الخلاص منه الاّ بتبوير الأرض لفترة وعزقها وتقليبها والتنقية اليدوية للجذور مرة تلو أخرى، ورغم كل ذلك يمكن لأى جذر بسيط أن يملأ الأرض مرة أخرى.

______________________

المصدر : الحوار المتمدن

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372107
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 27/11/2012

https://tahrir.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى